روى مسلم حديثان متشابهان :
الحديث الأول : (منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشأم مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم)
—-
الحديث الثاني : (يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز و لا درهم .
قلنا : من أين ذلك ؟ .
قال : العجم يمنعون ذلك .
ثم قال : يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار و لا مدي .
قلنا : من أين ذاك ؟
قال : من قبل الروم ؟
—————–
شرح مفردات الحديثين :
القفيز : مكيال أهل العراق قديماً
الدرهم : عملة فارس قديماً
دينار : عملة الرومان قديماً
المدي : مكيال السوريين قديماً
الإردب : مكيال المصريين قديماً
————–
وهكذا حسب الحديثين ؛ سيُحرم العراقيين من أموالهم وغذائهم ، وهي ترمز للحقوق الأساسية ، وهذا سيحدث على يد (العجم) ، وهو (حسب الحديث) وبوجه عام أمر سيء وسيعاني العراقيين بسببه
أُذكِّر : أقدم نسخة لـ(صحيح مسلم) هي نسخة (خدابخش) الهندية والتي يقدر عمرها بألف سنة
عموماً ، يتنبأ الحديثين بأن ما حدث للعراقيين سيحدث لشعبين كذلك ، هما (السوريين) و(المصريين)
وواضح من الحديثين الترتيب الزمني للنبؤة ، الأولى : العراق ، الثانية : سوريا ، الثالثة : مصر
—————
ويحدد الحديثين أن (العجم) سيتسلطون على العراق ، بينما سيتسلط (الروم) على سوريا ومصر
و(الروم) تطلق على كل شعوب أوروبا في السابق ، لكن اليوم تختص بالمسيحيين (الأرثوذكس) وهم مسيحيوا الشرق وأوروبا الشرقية (روسيا والبلقان) ، ويطلق على كنيستهم (الكنيسة الرومية) بينما يطلق على كنيسة كاثوليك أوروبا الغربية وأمريكا (الكنيسة الرومانية)
—
وهكذا حسب الحديثين ؛ سيكون (للروم) الغلبة في سوريا ، وستُهزم المعارضة المسلحة ، وسيهدأ الصراع ، لكن (الروم) سيتسلطون على موارد الدولة وسيحرمون السوريين من حقوقهم (حسب الحديث) وعلى غرار العراقيين
عموماً ، أنظر إلى حال العراق اليوم ، هكذا سيكون حال سوريا (حسب الحديثين) وهذا غالباً أفضل من الوضع الحالي ، ورحمة بالأطفال الذين يُقتلون يومياً بالقصف أو يغرقون بالبحر
——————-
الكارثة هي النبؤة الأخيرة في الحديثين : مصر
هل ترى ما حدث في العراق ، ويحدث في سوريا ، هذا سيحدث في مصر (حسب الحديثين)
و(الروم) ذاتهم الذين سيتحكمون بسوريا سيتسلطون على المصريين ، وسيحرمونهم من حقوقهم (حسب الحديثين)
فما الذي سيحدث في مصر؟ وما هو السيناريو الذي سيؤدي إلى دخول مصر في دوامة الفوضى
والذي سيؤدي إلى النبؤة الرابعة في الحديث الأول :
(وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم)
وهو يدل على فشل التحالفات والسياسات الخارجية لدول الخليج ، وإنحسار نفوذهم ، وتقوقعهم في جزيرة العرب (كما كانوا أبان حقبة ما قبل الفتوحات)
(وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم)
في النهاية هناك بشارة ، نعم هناك بشارة في وسط كل هذه الأنباء السوداوية التي يتنبأ بها الحديث الأول ، وهي أن الرسول ﷺ يوجه كلامه لنا (وعدتم من حيث بدأتم) نحن عرب الجزيرة ، أتباعه ، ولم نحِد عن سنته
عموماً في موضوعنا التالي سنحاول معرفة ماذا سيحدث في مصر؟
http://rawabetcenter.com/archives/13707