ثورة الغلابة




روى مسلم حديثين بخصوص فتن الثلاث دول : العراق ، سوريا ، مصر




الحديث الأول: (( يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم .

قلنا : من أين ذلك؟

قال : من قبل العجم ، يمنعون ذلك .

ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مُدى . 

قلنا : من أين ذلك ؟ 

قال : من قبل الروم ))


.كما نلاحظ الحديث الأول لا يذكر مصر ، فقط يذكر العراق والشام ، لكن أهميته تكمن في ذكر القوتين الإقليميتين التي ستخضعان الدول الثلاث لنفوذها


كما نرى العجم سيخضعون العراق ، ويحدد الحديث عملة القوة الإقليمية ، من خلال عملة فارس قديماً (الدرهم) وكانت تسمى (دارك) قبل تعريبها ودمجها مع (الدراخما)




ثانياً سوريا ستخضع للروم ، وهناك ذكر لعملة الروم قديماً : (الديناريوس)


الحديث الثاني :((مَنَعَتْ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا 


وَمَنَعَتْ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا 


وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا 


وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ


وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ))

.

في الحديث الثاني ترد مصر ، ويضمها الحديث لسوريا ، من حيث خضوعها للروم 




نحن نرى يوماً بعد يوم تحقق الحديثين ، مما سيفضي بمصر إلى ما يشبه حال سوريا ، حيث ستكون هناك ثورة ، سيقمعها الرئيس ، ثم سيعجز في مرحلة ما ، فيطلب تدخل الروس


بالنسبة للمتابعين الجدد ، دللت في السابق على نظريتي أن الروس هم الروم ، مستنداً على لقب (المسيحيين الروم) على الأرثذوكس ، و(المسيحيين الرومان) على الكاثوليك ، وروسيا تنتمي للكنيسة الرومية ، وبذلك تكون المقصودة بـ(الروم) الذين تسلّطوا على سوريا ، وسيتسلطون على مصر لاحقاً


ندعو الله ألا يحدث هذا ، لكن كما قلت نحن نرى يوماً بعد يوم تحقق الأحاديث




والجمعة غداً موعد نزول المصريين للشوارع في جمعة الغلابا ، وبدلاً من محاولة الحكومة إمتصاص الغضب الشعبي للأوضاع السيئة ، وتخديرهم بالوعود ، فعلت العكس تماماً 


فزادت أسعار الوقود ٤٨٪‏ ، وعوّمت الجنيه ، بمعنى تركته يواجه لوحده نقص العملة الصعبة الحاد ، ممّا مثّل ضربتين في الرأس موجعتين للمصريين


ثم تم تفعيل خطة أمنية بقيادة مستشار الرئيس للأمن (أحمد جلال الدين) فتم نشر قوات الأمن المركزي ، مدعومة بأفراد من المباحث والأمن الوطني، في الشوارع ، بالإضافة إلى تشديد إجراءات تأمين السفارات الأجنبية والمباني الحكومية والبرلمان.


والربيع العربي إن علّمنا شيء ، فهو أن إستخدام القوة لا يجدي في مواجهة الجموع الغفيرة



لماذا تفعل القيادة المصرية هذا ، هل هناك قوى تدفع البلاد دفعاً نحو الحافة ، عمداً


إذا نظرت لمجرى الأحداث ، بالحقيقة أنك ترى هذا فعلاً:


أولاً : مقتل الشاب الإيطالي (ريجيني) الذي ضرب أسفين بين مصر والإتحاد الأوروبي


ثانياً : سقوط الطائرة الروسية الذي ضرب السياحة بنسبة75% ، وضريبة الطيران ، وإضطراب الأمن


ثالثاً : تقرير ري المزروعات بمياه المجاري ، الذي ضرب صادرات الزراعة ، والذي لم تدافع فيه مصر عن نفسها ، ولم تعلن تشديد الرقابة على ري الزراعة ، ولا شيء ، وإنما تركت الأمر على ما هو عليه


رابعاً : ضرب العلاقات المصرية الخليجية غير المبرر ، والذي عزل مصر تماماً عن أي ملجأ تلجأ إليه في الشدائد ، وحالياً هي تبحث عن البديل في الحلف المضاد ، لكن المغفل هو الوحيد الذي يطلب من الحافي نعالاً 


لماذا يحدث هذا ، وما هدف من يريد لمصر أن تدخل نفق الفوضى



بالحقيقة ، هذا يجب أن يحدث كسلسلة تسبق خروج المهدي ، وهبوط المسيح ، وإطلاق الدجال من جحره


فهناك من يحفظ رواياتنا وأحاديثنا عن ظهر قلب ، ويهيئ الأوضاع لكي يخرج قائدهم الدجال


روايات مثل ما


أورد نعيم بن حماد في (الفتن) عن كعب : ( ليوشكن العراق يعرك عرك الأديم ، ويشق الشام شق الشعر ، وتفت مصر فت البعرة ، فعندها ينزل الأمر) حسن


إذاً ، حسب رواية كعب ؛ أولاً العراق ، ثانياً الشام ، ثالثًا مصر، رابعاً خروج الإمام الذي سيقود الأمة




ثم لدينا رواية موقوفة عن الوليد بن مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ( إِذَا رَأَيْتَ دِهْقَانَيْنِ مِنْ دَهَاقِينِ الْعَرَبِ هَرَبَا إِلَى الرُّومِ فَذَلِكَ عَلامَةُ وَقْعَةِ الإسْكَنْدَرِيَّةِ


لدينا في رواية عبدالله بن عمرو : (دهقانين) وليس واحد ، و(الدهقان) هو السياسي الداهية ، وهذين السياسييّن يطلبان التدخل الخارجي ، وتكون مقدمة لأحداث شبيه بأحداث سوريا ، والأسكندرية مركزها




ثم لدينا رواية موقوفة أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: ( إذِا رَأَيْتَ أَوَ سَمِعْتَ بِرَجُلٍ مِنْ أَبْنَاءِ الْجَبَابِرَةِ بِمِصْرَ، لَهُ سُلْطَانٌ يُغْلَبُ عَلَى سُلْطَانِهِ، ثُمَّ يَفِرُّ إِلَى الرُّومِ، فَذَلِكَ أَوَّلُ الْمَلاحِمِ، يَأْتِي بِالرُّومِ إِلَى أَهْلِ الإِسْلامِ )

 فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَهْلَ مِصْرَ سَيُسْبَوْنَ فِيمَا أُخْبِرْنَا وَهُمْ إِخْوَانُنَا، أَحَقٌّ ذَلِكَ؟

قَالَ: ( نَعَمْ، إِذَا رَأَيْتَ أَهْلَ مِصْرَ قَدْ قَتَلُوا إِمَامًا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَاخْرُجْ إِنِ اسْتَطَعْتَ وَلا تَقْرَبِ الْقَصْرَ، فَإِنَّهُ بِهِمْ تَحِلُّ السِّبَاءُ )  


أولاً : لدينا وريث حكم مضاع ، يلجأ إلى الغرب . ثانياً : لدينا إغتيال أو إعدام رئيس متدين (إمام) ، يتسبب بفوضى عارمة


وربما يكون سبب التدخل الأجنبي بذريعة حماية المسيحيين الأقباط ، حيث يورد الكاظمي رواية عن علي بن أبي طالب في (بشارة الإسلام) عما يسبق خروج المهدي : (وغلبة القبط على أطراف مصر) 




ثم تكمن الطامة بدخول مقاتلين متشددين عبر ليبيا إلى مصر ، حيث هناك الكثير من الروايات حسنة الإسناد عن مغاربة وبربر مقاتلين في خضم هذه الأحداث


مثل رواية كعب : “إذا دخل أهل المغرب أرض مصر، فأقاموا فيها كذا وكذا ، تقتل وتسبي أهلها”


 و “إذا خرج البربر فنزلوا مصر كان بينهم وقعتان ، وقعة بمصر ، ووقعة بفلسطين”


حيث يظهر أن المصريين سيدخلون فلسطين كلاجئين هرباً من القتال ، مثلما في رواية عُمير بن هانئ العبسي : “ليبلغني أن الرجل من إخواني اتخذ بجبل الخليل منزلاً وأغبطه ، قيل : ولم ذاك؟ ، قال : لأنه (جبل الخليل) سينزله أهل مصر”




ثم هناك موضوع مهم ، وهو نزول (الرايات الصفر) في الأسكندرية حيث قاعدة الروم العسكرية ، حيث أعتقد أن حزب الله سيساند الرئيس المصري مثلما يساند الرئيس السوري ، بدعوى مقاتلة التكفيريين الإرهابيين 


فعن الأوزاعي عن حسان : “إذا بلغت الرايات الصفر مصر فاهرب في الأرض جهدك هرباً” حسن


وعن كعب : “ذا رأيت الرايات الصفر نزلت الأسكندرية” حسن


فرايات حزب الله تظهر في روايات سوريا كجيش يواجه الرايات السود


عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : « إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَالرَّايَاتُ الصُّفْرُ مِنَ الْمَغْرِبِ حَتَّى يَلْتَقُوا فِي سُرَّةِ الشَّامِ ، فَهُنَالِكَ الْبَلَاءُ، هُنَالِكَ الْبَلَاءُ »


حيث تدخل حزب الله لمساندة الرئيس السوري بعد ظهور داعش ، وداعش دخلت من العراق إلى سوريا (شرقاً) ، ثم دخل حزب الله (غرباً) من لبنان




أما داعش فقصتها أغرب ، ففي الـ2004وبعد إحتلال أمريكا العراق ، قامت سوريا بدعم إيراني بضخ مقاتلين سنّة متشددين إلى العراق لقتال الأمريكان ، وظل الرئيس إياد علاوي يطلب من سوريا التوقف عن ذلك ، وعبر وساطات لبنانية إلى إيران ، لكن ظل المسلحين يتدفقون إلى العراق على مدى سنوات ، حتى حدث الربيع العربي ، والثورة السورية ، فاستغل هؤلاء الوضع ، وعادوا إلى سوريا ، برايات سوداء


هل كان بشار يتوقع ذلك ، هل إيران توقعت ذلك ، هل كان هدفهم تحقق النبوءة ، رايات سوداء من العراق في مواجهة رايات صفراء من الغرب




بالحقيقة ؛ لا


الشيعة في إيران والعراق ولبنان يدعون الليل مع النهار لتعجيل خروج المهدي ، لكنهم يقفون في وجه خروجه بمساندة الرئيس بشار ضد النصرة وداعش ، وأهم نبوءة في خروج المهدي هي إستيلاء هؤلاء المجانين على سوريا بقيادة السفياني ، فإن لم يستولوا عليها ، ولم يخسف بجيشهم في البيداء ، فلن يخرج المهدي


فهل يريد فعلاً الشيعة خروج المهدي؟




هل يريد السنّة خروج المهدي؟


ودخول السعودية في الفوضى ، وإقتتال الأمراء الثلاثة ، فتسيل الدماء في طرقات مِنى ، وحدوث مجازر في كل دول الخليج ، وفي مصر والعراق ، وكل مكان 


بالحقيقة : لا


الكل يدعو لخروج المهدي 


لكن على أرض الواقع لا أحد يريده أن يخرج





http://thenewkhalij.org/node/50183


http://nabdalhoria.com/archives/16180


http://www.aljazeera.net/news/arabic/2005/5/18/إجراءات-سورية-وتعهد-إيراني-بمنع-تسلل-المقاتلين-إلى-العراق


http://www.noonpost.org/content/14928


http://www.jbcnews.net/mobile/article/32598-الإستخبارات-الإسرائيلية-مصر-وافقت-فعلا-على-إقامة-قاعدة-روسية-بالأسكندرية




أضف تعليق