هل بدأ سيناريو حرب الخليج الثالثة

في السبعينات تلقفت الكويت كل ساقط سياسي ولاقط حركي أو قومي أو غيره من جميع أنحاء العالم الإسلامي والعربي ، رغبة منها بالتأثير على القرار السياسي في العالم ، أو ما يسمى بـ(صانع ملوك) 

فمثلاً ، ياسر عرفات رحمه الله أسس منظمته في الكويت وخرج منها ليحكم فلسطين


ولمثل هذا ذاع صيت الكويت في السبعينات والثمانينات في جميع المحافل ، كمؤثرة في القرارت السياسية ، وصانعة ملوك


لكن في التسعينات عندما غزاها صدام ، أول من عضها كانت تلك الجماعات ، وبمقدمتهم الإخوان المسلمون ومنظمة التحرير ، الذين رعوا حتى التخمة في أرضها


ولم ينفعها سوى إخوانها بالخليج


وهذا درس عظيم ، لم ينتبه له القطريون



في الـ2014 حدثت نفس الأزمة التي تحدث اليوم ، ولنفس الأسباب ، لكنها لم تتعد سحب السفراء ، وكذلك لعبت الكويت وعُمان دور الوسيط ، فانتهت الأزمة بعد ثمانية أشهر ، بعد توقيع (وثيقة الرياض) التي لا نعلم بنودها ، لكن بعدها أُغلقت (الجزيرة مباشر مصر) ، ورحل بعض القياديين الإخوان من الدوحة إلى تركيا .


لكن الآن يبدو الموضوع أكثر جدية 


فلنرى ماذا يحدث في العالم من حولنا ، لنحاول تحديد مدى عمق الدور القطري السلبي الذي استدعى حصارهم براً وبحراً وطرد المواطنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في سياسة بلدهم (مثلهم مثلنا جميعاً)
عموماً ، مجريات الأحداث من حولنا:


١-صادف منتصف الشهر الماضي مرور69عاماً على النكبة ، وهي مناسبة تذكّر بتهجير مليون فلسطيني (إلى الأردن ومصر ولبنان وسوريا) بعد أيام من إعلان قيام إسرائيل 


٢-هناك خمس دول عربية ضاعت إلى الأبد ، وواحدة إسلامية ، أستطيع أن أقول اسم الدولة الإسلامية ، وهي أفغانستان ، بينما لا أستطيع أن أذكر أسماء الدول العربية ، لأن مواطني تلك الدول يكابرون ويدعون أن ذلك غير صحيح ، لكن للأسف هذا لا يغير الواقع


٣-إيران بالفعل عادت لتصبح إمبراطورية من جديد ، وهي فعلياً تحكم أربع عواصم عربية كما قال (حيدر مصلحي) وزير الاستخبارات الرئيس أحمدي نجاد ، ولا ندري من ستكون الخامسة ، وقريباً ستمتلك إيران نووي إن لم تكن تمتلكه فعلاً ، ولديها روسيا تنفذ أوامرها ، بينما لدينا (رامز تحت الأرض)


٤-مات ملايين المسلمين خلال الخمس سنوات الماضية ، إما قتلاً على يد حكوماتهم ، أو قصفاً من طائرات إما حليفة أو عدوة ، أو نحراً على يد ميليشيات دينية ، أو حرقاً بالنابالم ، أو خنقاً بالسارين ، أو غرقاً في البحر ، أو جوعاً ، أو بالكوليرا ، أو غيره 


لا أدري مدى تأثير قطر في كل ما سبق


لكن بينما كل ما سبق كان يحدث ، لم تجتمع الدول الإسلامية على كلمة واحدة ، من (موريتانيا) حتى (جزر القمر)


إلا قبل أسبوع ، ضد قطر




عموماً ، سنحاول توضيح الأمور أكثر لاحقاً


بينما أفعل ، أحب أن أبلغكم أن لا يوجد بوادر حرب ، وهزة الريال القطري بسبب تدفق تحويلات الأجانب (هذا طبيعي) ، ولا يوجد انهيار ولا بيع أو تخلص من الريال . والذهب راكد ، مع أنه ، كما قلت سابقاً ، دخل في قناة صاعدة ، ما يدل على حرب أو مشكلة 


 لكن ليس حالياً 


 

كما ترون ، وبشكل واضح ، إتهام قطر بدعم الإرهاب تقال كثيراً


لكن عندما يتم التحدث بالتفصيل ، يشار إلى (حماس)


أنت تتوقع أنهم يقصدون أن قطر تدعم داعش مثلاً أو غيرها 


لكنهم يذكرون (حماس) تحديداً ، كجماعة إرهابية على قطر عدم دعمها


(حماس) ترهب من بالضبط؟


(حماس) ليس لها وجود إلا في (إسرائيل) 


وما شأن الخليج بـ(حماس) حتى يحاصر قطر براً وبحراً وجواً بتهمة تمويل هذه الجماعة


لا تستعجلون بالإستنتاج ، الموضوع محتاج هدوء ، وتفكير عقلاني



(حماس) هي إختصار لـ(حركة المقاومة الإسلامية) التي أسسها الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ، في الـ1987


وهي جناح لجماعة (الإخوان المسلمين)


وهي أقوى جماعة سياسية في فلسطين ، وأكثرها عدداً ، ولديها جيش ، وتصنيع عسكري ، وشبكة أنفاق هائلة تحت الأرض


وهذه كلها مبتكراتها ، ولم يسبقها أحد فيها ، وأثبتت هذه الجماعة أنها الأخطر على إسرائيل ، منذ خمسة عشر عاماً


لماذا يكرهها الخليج ، وهو عازم على وأدها؟


(حماس) هي جناح تابع لجماعة (الإخوان المسلمين)


بعد عشر سنوات تكمل جماعة (الإخوان المسلمين) مئة عام على انشائها ، على يد حسن البنا رحمه الله ، بهدف طرد المستعمرين البريطانيين


كما يمكنك أن ترى رسائله الظاهرة في الصورة ، والتي تحدد الخطوط العريضة لدعوتهم ، لا يوجد شيء يدعو للغلو والعصبية ، كما قال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ البارحة


فما هي مشكلة الإخوان ، لماذا يكرههم الجميع؟


في الحقيقة هناك ثلاثة أسباب:


الأول : تكتمهم الشديد ، ومفهوم السريّة الذي يلبسونه ثوباً دينياً   

فمثلاً ، إيران تتكلم عن خططها المستقبلية ، وأنها ستفعل هذا أو ذاك ، سواء فعلته أو لم تفعله ، لكن تبقى واضحة 


لكن هؤلاء لا يمكن لأحد أن يعرف ماذا يجول في رؤوسهم ، فمثلاً تركيا ، لن تفهم هدف أردوغان مهما حاولت ، فهو يظهر التديّن ويتكلم بالقرآن ، ولا ينقصه سوى سيف وخوذة ليتقمص دور صلاح الدين ، لكن بالحقيقة أن علاقاته مع إسرائيل عال العال ، والخمر وكل شيء في بلده ، ولا شريعة الإسلام تطبق ولا شيء ، فأين بنود إمامهم حسن البنا 


نعم نسيت أن أخبركم عن بند مهم عندهم ، وهو بند (التمكين)


كان لدي كتاب يتحدث عن هذا الأمر ، لكن لم أجده 


عموماً ، الكتاب يتكلم عن مشروعية التلوّن وعدم الثبات على المبادئ ، يبرر ذلك من الآية بسورة الحج: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}


في الكتاب يقول المؤلف ، أن (التمكين) يجب أن يأتي أولاً ، ثم يتبعه إقامة الصلاة والزكاة والأمر بالمعروف ، وكل شيء


أما قبل (التمكين) فالأمر به سعة 


وهكذا ، أول سبب لأن يكرههم الخليج هو (السرية) ، وطبقات جلد الأفاعي التي هم مستعدين لأن يبدلونها حتى يتم لهم (التمكين) 



أما ثاني سبب لكره الخليج للإخوان فهو قربهم من إيران


وقد يعتقد البعض أن تقربهم هذا بسبب المصالح المشتركة التي فرضتها ظروفف مؤقتة حالياً 


لكن بالحقيقة الأمر أعقد من هذا 


فالتواصل بين الإخوان والإيرانيون الثوار لم يتوقف ، كما ترون في الصورة (نواب الصفوي) الثائر وقاتل المفكر (الكسروي) ، وقد حمله الإخوان على الأكتاف في جامعة القاهرة حيث ألقى كلمته

إبحث عن أحمد الكسروي لتعرف موضوعه


بالحقيقة هناك تشابه بين جماعة (الإخوان) وبين (الثورة الإسلامية الإيرانية) في عدة جوانب ، منها لقب القائد للجماعتين ، ويسمى (المرشد) 


والتسلسل القيادي ، والمجموعات التي تبدأ صغيرة في أعلى وتكبر هبوطاً في الهرم


والأهم ، هو أنهم يعتبرون الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله : طواغيت

يعد الإخوان موالاة الكفار دليل لخلل بالعقيدة ، ويستدلون على ذلك من الآية:


((تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ۩ (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ) وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) المائدة


أما قانون سوى الشريعة الإسلامية فهو الطاغوت ، كما ترون في الصور من كتاب (دعاة لا قضاة) للمرشد (الهضيبي) رحمه الله


وفي صفحة١٥٨يقول : أن الحاكم الذي يعطي صفة شرعية لغير أمر الله فهو كافر مشرك


عموماً ، لا نريد أن نطيل بموضوع الإخوان ، والرد عليهم 


يمكن الرجوع إلى علاقات السيد (أردوغان) مع الكفار وموالاته لهم ، وحكمه بغير ما أنزل الله ، وهذا يكفي للرد عليهم 


كل ما تقدم ذكره ، تاريخ قديم 


Old news 


هذه الجماعات مشرّدة وتبحث عن مَلْفى ، وكما قلت قطر تبحث عن دور عالمي ، مثل الكويت في السبعينات ، فآوت هذه الجماعات 


ولأن هناك دول في صراع مع هذه الجماعات ، وهذه الدول تلوم من يأوي الجماعات المناوئة ، لذلك هذه الدول في صراع مع قطر   


فماذا عن الـ

latest
الـ

latest

 أننا صحونا فجر الـ24 الشهر الماضي على قصف إعلامي شديد على قطر ، بسبب تصريحات للأمير تميم ، ثم أعلنت قنا أنه تم إختراقها وأن التصريحات مفبركة. 


وقلنا الحمدلله ، وارتحنا ، لكن الغريب أن القصف الإعلامي لم يتوقف ، بل زاد


مع أنه تم توضيح أن الأمير لم يلق خطاباً بالأساس في تخريج الدفعة الثامنة لمجندي الخدمة الوطنية (ولو ألقى الخطاب ظهراً لماذا لم يعلم أحد به حتى الفجر) ، وأن هاكرز إخترقوا الوكالة وفبركوا التصريحات


أنا أحد الذين تعجبوا ، إذا كانت قنا أعلنت أنه تم إختراقها ، والتصريحات مفبركة ، فلماذا الهجوم 


إذاً لابد أن التصريحات ليست المشكلة الأساسية ، لكن الهجوم بدأ بعدها مباشرة ، إذاً كانت حجّة ، وكان الأمر مدبّر 
عموماً ، دعونا من هذا الأمر مؤقتاً ، ولنكمل موضوعنا 


وبعد بضعة أيام ، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية معها، ومنع العبور في أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية ، ومنع مواطنيها من السفر إليها ، وإمهال الزائرين فترةً محددةً لمغادرتها ، ومنع القطريين من دخول أراضيها وإعطاء المقيمين والزائرين منهم مهلة أسبوعين للخروج


والغريب أنه حتى اليوم ، ما زالت الهجوم الإعلامي ينصب على قطر ، وذكر أشياء حدثت قبل فترة طويلة
عموماً ، فلنفترض أن تصريحات الأمير تميم حقيقية ، فلنراجعها لنرى إن كانت تستحق كل هذا :


١-“إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش” 


٢- “إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة ، ولم تستطع مواجهته سوى باصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل”.

 

٣-“لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله” 


٤-طالب مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ، ومملكة البحرين إلى “مراجعة موقفهم المناهض لقطر” ووقف “سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة”، مؤكداً أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

 

٥-أشار إلى أن “قاعدة (العديد) مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة ، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة ، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره”.

 

٦-وعن القمة العربية الإسلامية الأمريكية ، دعا إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف ، وسوء تقدير الأمور ، مما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك ، وبين أن قطر لاتعرف الإرهاب والتطرف ، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني و اسرائيل ؛ بحكم التواصل المستمر مع الطرفين ، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة.

 

٧-وشدد على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أمريكا و إيران في وقت واحد ؛ نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي و إسلامي لا يمكن تجاهله ، وليس من الحكمة التصعيد معها ، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها ، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.


إنتهى ، هذا كل ما وضعه الهاكرز على لسان قنا
فلنفترض أن التصريحات ليست مفبركة ، لو كانت صحيحة ، فهي لا تستحق ما حدث


لو أُريكم ما يقال ضد السعودية والإمارات ومصر والبحرين من متحدثين رسميين لدول عربية ، من شتائم وتهديدات وإعلان حرب ووعود بإحتلالها ، بل هناك إعلانات بالشوارع تسب رؤساءها وعوائلها الحاكمة


ولم نر سحب سفراء ، ولا مقاطعة 


فماذا فيها تصريحات الأمير حتى تقطع العلاقات ، ويتم تجويع القطريين في رمضان ، ويُمهلون أسبوعين للمغادرة


هذا بالإضافة ، إلى أن الأمور التي يعتب الخليج على قطر فعلها ، هي قديمة


فقناة الجزيرة مر عليها واحد وعشرين عاماً ، وهي ليست بأمر استجد البارحة


والعلاقة مع إيران قديمة ، وتعود للعام1992بعد مشكلة الخفوس الحدودية مع السعودية 


وبالحقيقة أن علاقة إيران مع قطر لا تُذكر بالمقارنة مع علاقة الإمارات بها ، بالحقيقة أن لو الخليج فعل بإيران ما فعل مع قطر لما صمدت شهرين ، فتجارة إيران مع الإمارات تقدر بـ20-40مليار$سنوياً ، وهي تصدر لإيران ثلث إحتياجاتها ، تليها الصين فالهند فتركيا


أما دعم حماس فهو يعود للعام2000في المؤتمر الإسلامي في الدوحة ، وبمباركة الرئيس خاتمي


عموماً ، ما أريد قوله أن الأمور التي يصر الخليج على أن قطر يجب أن تغيّرها ، هي قديمة 


هذا وهناك لين في موقف الدوحة ، بعد جولة أمير الكويت ، وبالفعل غادر قياديوا إخوانيون الدوحة ، ووزير الخارجية صرح أكثر من مرة بأن الدوحة لن تقف ضد أشقائها


العجيب أن الهجوم الإعلامي عليها لم يتوقف


والمقاطعة مستمرة


والحصار مفروض


فما السبب؟
 


http://www.middleeasteye.net/news/revealed-uae-backed-plan-young-saudi-prince-be-king-1655506265
قبل عام بالضبط نشرت الـ(ميدل إيست آي) تقريرًا عن ضغط إماراتي لجعل الأمير بن سلمان ملك السعودية القادم


التقرير يتكلم عن خطة إماراتية ، تبدأ بكسب دعم الأمريكان للأمير ، بإنهاء قبضة المشايخ على المملكة وانفتاحها ، ثانياً بتوطيد العلاقات بين الخليج وبين إسرائيل.




بالنسبة لإسرائيل ، فالأيام حبلى بالمفاجآت


أما بالنسبة للمشايخ ، فبدأ تقليل دور الهيئة في الشارع ، كما تم اعتقال بعضهم ، بالإضافة إلى تردد أقاويل عن تقليل صلاحيات هيئة كبار العلماء ، أو ربما إلغائها 


لا تتعجب كل شيء وارد في وقتنا هذا

أما الـ(واشنطن بوست) والتي صدرت قبل عام بالضبط ، فتشير إلى إهتمام إماراتي بابن سلمان ، وحرص على ألا ينصّب ابن نايف ملكاً ، بسبب عداء بينه وبين ابن زايد 



https://www.washingtonpost.com/opinions/global-opinions/a-30-year-old-saudi-prince-could-jump-start-the-kingdom–or-drive-it-off-a-cliff/2016/06/28/ce669a3e-3c69-11e6-a66f-aa6c1883b6b1_story.html?utm_term=.a113529c666f

عموماً ، مرة أخرى ما علاقة هذا بذاك

سنجيب لاحقاً 


في الـ2011أثناء هبّة الثورات العربية قامت الإمارات بضربة إستباقية لجمعية (الإصلاح والتوجيه الإجتماعي) وحلتها وحظرت الجماعة وألقت أعضائها بالسجن بتهمة التآمر والسعي لقلب نظام الحكم


https://www.youtube.com/watch?v=4n3uGwTkwsU&feature=youtu.be


ما حدث في الإمارات حدث بالضبط بالكويت ، وبتطابق تام ، سوى أن الإماراتيين كانوا أذكى ، وجنّبوا بلادهم ما أصاب الكويت



فنحن لدينا أخت جمعية (الإصلاح الإجتماعي) الإماراتية ، بنفس الإسم ونفس التوجّه ونفس كل شيء ، حتى نفس وقت الإنشاء


كما قلت ، الإماراتيين كانوا أذكى ، أما نحن في الكويت فما زلنا ننتمي لزمن الطيبين ، الذي ولّى ومضى


فبينما حل الإماراتيون الجمعية وألقوا الإخوان بالسجون ، قامت عندنا مظاهرات بالـ2011 وتم تخريب وتكسير ممتلكات عامة وخاصّة ، وعانينا على مدى عام ، حتى تم تفعيل الأدوات القانونية ، وسجن البعض ، وسحب الجنسية من البعض ، فاختفى الجميع فجأة ، وزالت المشاكل 

https://www.youtube.com/watch?v=SVqqGBEfcTI&feature=youtu.be

هذه مشكلتنا بالكويت ، أننا في دولة قانونية أكثر من اللازم ، ولا نلقي الناس بالسجون دون إذن نيابة ومحاكمة وقصة طويلة وعريضة ، مهما كانوا متآمرين وخائنين ويضمرون الشر للوطن


لكن هذا يبدو أنه سيتغيّر 

فقد قال (مشاري الذايدي) في صحيفة «الشرق الأوسط» قبل عشرة أيام: إن الثقل الحقيقي لجماعة الإخوان حاليا بالخليج ، في دولة الكويت.


ولدينا ثلاث شيوخ في قائمة الـ«إرهابيين» التي أعلنتها السعودية والإمارات ، وهؤلاء لديهم أتباع ورفاق


وكما ترون من خطاب الأمير قبل أسبوع بمناسبة العشر الأواخر ، لقد تمت محادثته بخصوص الإخوان ، وبخصوص التسيّب المالي الذي يصب نحوهم

https://www.youtube.com/watch?v=kdNfPXiVE4k&feature=youtu.be

 ويبدو أن واعدهم خيراً ، فنحن ، كما قلت في بداية الموضوع ، نعرف أهمية أخواننا في الخليج ، من درس الغزو ، ونعرف أن الجماعات الإسلامية تتلقى أوامرها من جهات خارجية ، ولا تمثل لها الأوطان سوى ملفى مؤقت ، ترعى فيه حتى يجف ، فتذهب عنه إلى غيره




لكن عندما يتكلمون عن تجفيف منابع هؤلاء ، للأسف يصبح الجميع متهم ، بسبب الفقر المستشري في بلاد العرب والمسلمين 


فمثلاً ، هم يتهمون جمعيات خيرية بدعم الإخوان أو غيرهم ، مثل

هذه الجمعية



بالحقيقة أن هذه الجمعية لها أيادي بيضاء في جميع أنحاء العالم ، وخصوصاً في فلسطين


حيث سألت الأخوة في جمعية نماء بفلسطين عنها 


وأخبروني أن مشاريع هذه الجمعية متنوعة ولا تتوقف في غزة ، بل وأخبروني أنها كلفتهم بتوفير وجبات إفطار لملجأ أيتام منذ بداية رمضان ، لكن منذ المقاطعة توقفت التحويلات لهم ، وكانوا لا يعرفون ماذا يفعلون


مع أن الرفاق في جمعية نماء أقسموا أن (قطر الخيرية) ليس لها علاقة بالسياسة ، ولا بحماس ، ولم يروا أحد من السياسيين يرافقهم أو هم يحضروا إجتماعات أو مناسبات ، وإنما تجدهم أينما وُجد الفقراء والمساكين


وكما قلت ، هذا في المستقبل سيتغير ، والفقراء والأيتام هم المتضرر الأول


لكن يبقى أجر القطريين و(قطر الخيرية) عند الله ، ويمكنهم أن يحجزوا أموالهم ، ويتوقف فطور الأيتام ، أو تزال أسمائهم من على مساجدهم ، لكن الله يعلم من أطعم الأيتام ومن بنى المساجد





عموماً ، فلندع هذا جانباً ، ولنتابع موضوعنا


الآن وبعد تنصيب الأمير ابن سلمان ولي عهد ، ستنحل مشكلة قطر ، خصوصاً بعد تهنئة الأمير تميم له البارحة ، وكذلك أردوغان


فمن خلال أزمة قطر ، تم إنجاز الكثير بالحقيقة


فما الذي تم إنجازه؟

الذي تم إنجازه من كل حملة قطر 


هو أن هناك قائد جديد للعرب وللمسلمين 


والجميع سيتبعه دون استثناء 


والويل لمن يقف في وجهه ، قطر مثالاً


وهذا القائد هو الإمارات


بالحقيقة هذا الأمر جيد ، بل يعتبر حلم يراود كل مسلم 


أن يكون للمسلمين قائد له برنامج عمل


برنامج يحتوي أفضل الجامعات ، أفضل تعليم ، أفضل رعاية صحية ، أفضل أسواق ، أفضل مطارات ، أفضل بيئة عمل ، مدن ذكية ، أقل فساد ، حرية شخصية …


أعتذر منكم ، لكن ليس لدى أياً من دولنا برنامج عمل 

سوى إيران

بما أنها الثورة الإسلامية الأولى ، التي تمخضت عن موت القوميات


كما قلت ، إيران الوحيدة التي كان لديها برنامج ، أما الباقي فبرنامجهم عبارة عن برامج مضادة أو منافسة لبرنامج إيران في نفس المجال


وبرنامج إيران وما يشابهه من برامج تقوم على محاولة إحياء مومياوات ، لن يكتب لها النجاح


العالم يتغير ، ونسبة الشباب عظيمة في عالمنا العربي والإسلامي ، والشباب لا يتطلعون إلى إمبراطورية عمرها ألفي عام ، وإنما يتطلعون للمستقبل ، يتطلعون للدراسة في جامعات مرموقة تقدم لهم شهادات تؤهلهم للعمل في مراكز ووظائف مهمة ، ذات رواتب مجزية ، تمكنهم من فتح بيوت ، وتحقيق أحلام


هذه تطلعات الشباب


وإسمحولي إن قلت ، أن البرامج المضادة لبرنامج إيران كانت أسوأ من برنامجها ، ولم تقدم سوى الخراب ، بما أن برنامج الأول كان سيء 


وكذلك إسمحولي إن قلت ، أن الإنغلاق بدعوى تطبيق الإسلام برنامج أسوأ من برنامج إيران 


والعالم اليوم عالم علم ومعرفة وعمل ، ولا يوجد فروق بين الجنسين ، ويمكن أن تقدم المرأة ما يقدمه الرجل ، والسعوديات أفضل دليل ، أمثال : حياة السندي ، هيفاء المنصور ، هبة الدوسري ، لبنى العليان ، رجاء عالم ، ماجدة أبوراس ، ريم أبوراس ، نورة الفايز ، ريم أسعد ، إلهام أبوالجدايل ، غادة المطيري


نساء مثل هؤلاء المفروض أن يدرن بلاد ، لا يتم منعهن من القيادة ، ويكون طفل ولي أمرهن


عموماً ، لقد جربنا مثل هذه البرامج الإسلامية التي تفرض وصاية على المرأة والرجل وكل شيء ، ولم تنتج سوى الصراع بين المذاهب ، والحروب الأهلية ، ومشايخ الفتن ، وقنوات السوء ، والبغض

فلنجرب برنامج جديد ، مثل الرؤية الواعدة للأمير الشاب : 2030



لكن ، أذكركم ، هذا مخاض ، وولادة ، ومرحلة جديدة ، وسيل يشق طريق جديد ، ولابد أن كثبان جافة وأعواد متيبسة ستحاول الوقوف في وجه السيل ، وستحاول منعه من التقدم ، لكن في النهاية ستلين الأرض وتتقبل الماء ، وينتصر السيل



أضف تعليق