بادروا بالأعمال قبل ست

صحح الألباني حديث أحمد : ((بادروا بالأعمال خصالاً ستاً: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، ونشواً يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم))

بادروا بالأعمال ستاً : يعني إعملوا قبل أن تأتيكم ستة أشياء ، وفي رواية : (بادروا بالموت ستاً) بمعنى موتوا قبل هذه الست ، لشدة خطورتها ، وفي رواية عن عابس الغفار أنه رأى قوما يترحلون ، فقال : ما لهم. قالوا : يفرون من الطاعون. فقال : يا طاعون خذني إليك. فقال له : أتتمنى الموت؟ . قال : سمعت رسول الله ﷺ … وذكر الحديث


هذا الحديث يتنبأ بعصر ستفتقد فيه الحكمة ، وسيسود القمع ، والخوف ، وكنتيجة سيتضرر الناس دينياً ، حيث سيتحول الدين إلى شيء كمالي ، وسيفقد جوهره ، كما سنرى لاحقاً 




الأولى : إمرة السفهاء 

السفيه هو الردئ ، وقد ورد اللفظ في عدة آيات ستوضح معناها لك ، ((سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها)) {البقرة} ، ((وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)) {البقرة} ، ((أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ)){البقرة} ، ((وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً)) {الجن} ، ((وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ)) {النساء}




الثانية : كثرة الشرط ، وهم الشرطة أو العسكر كما يطلق عليهم في كثير من بلادنا


وهم أداة الحاكم الذي لا يملك الحكمة ، لكي يقمع أصوات الإحتجاج ضد سياساته غير الحكيمة


وهم خلال تدريبهم يتم برمجتهم كيلا يفكرون ، وإنما ينفذون الأوامر ، بلا رحمة ، أو تعاطف ، والقانون بالنسبة لهم كالقرآن المنزّل ، فعندما يتعداه أحد لا يعودون يرونه كإنسان ، وإنما تهديد للسلطة ، وعندئذ يستمتعون بإذلاله ، وتحطيمه 



الثالثة : قطيعة الرحم ؛ وهنا هي مرتبطة بالأولى والثانية ، فيكون سبب قطيعة الرحم هو الإبتعاد عن المشاكل ، وخشية أن تربطه السلطات بقريب مطلوب لديهم ، أو الخوف من نقل الكلام خطأً إلى السلطات 


حيث أن هذا الحديث يتكلم عن عصر بوليسي 



الرابعة : بيع الحكم : تقاضي أموال مقابل قرارات رئاسية ، أو بيع أجزاء من البلد ، أو قبول معاهدات لقاء مبالغ ، عموماً (بيع) هي مفتاح معرفة الأفعال التي ينطبق عليه الحديث ، و(الحكم) يصبح سلعة بيد الحاكم


http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2014/9/6/-بيع-سيناء-فصل-آخر-من-تبادل-التخوين-بمصر


http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/4/5/مصادر-إٍسرائيلية-السيسي-يقترح-دولة-فلسطينية-بسيناء


http://www.egyptwindow.net/Egypt_News/9548/Default.aspx


http://www.sasapost.com/sinai-gaza/


http://m.arabi21.org/story/908332/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D9%82%D8%B3%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%B5%D8%B1




الخامسة : إستخفافًا بالدم ، وهذه لا تحتاج شرح طويل ، حيث تصبح أحكام الإعدام تطلق جزافاً ، وتصبح شيئاً عادياً في مقابل أفعال لا تستدعي الإعدام ، بالإضافة للموت أثناء التحقيق ، وفي الحوادث التي قد تبدو عارضة ، لكنها تتم بتخطيط السلطة 


http://humanrights-monitor.org/Posts/ViewLocale/9097#.VzRQjtTXeK0


http://mideastnews.co.uk/81264




السادسة : إتخاذ القرآن مزامير والحرص على الصلاة وراء الإمام الذي يبدو كمن يغنّي لا قارئ قرآن : وهذه محتاجة شرح 


مع أن النبي ﷺ قال: (من لم يتغنَّ بالقرآن فليس منا)


لكن ابن القيم شرح (التغنّي) في (زاد المعاد) أنه : تحسين الصوت به بما تقتضيه طبيعة البشر ، وهذا المأمور به ، والثاني التغني على ألحان أهل الفسق والمجون وهذا المنهي عنه.


وقال ابن تيمية : “فإن السّكُر بالأصوات المطربة قد يصير من جنس السّكُر بالأشربة المطربة فيصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة ويمنع قلوبهم حلاوة الإيمان”


وهكذا التغنّي بالقرآن هو تحسين الصوت ، والإبتعاد عن الصوت النشاز المزعج ، لكن لا يتم قراءة القرآن بمقامات كما تعزف الألحان وتغنّى الأغاني


فيسعى الناس للصلاة وراء الأشجى صوتاً ، وهذا لم يكن يوماً هدف إنزال القرآن ، فالقرآن نزل لكي يكون هدى إلى النجاة ، ويقدم حلول ، وإجابات لأسئلة حائرة ، وخطة عمل لحياة كاملة 


لا ليتغنى به مقرئ ، فيصيح الناس : اللله


http://youtu.be/3iec7BqtUuw


http://youtu.be/gUduK7UQjdE

أضف تعليق